نقلت وكالة الأنباء العالمية «رويترز» عن مسؤول أميركي رفيع توقّعه أن يبحث قادة الدفاع والحرب في الولايات المتحدة وإسرائيل اليوم تدريبات عسكرية محتملة من شأنها التحضير لأسوأ سيناريو ممكن لتدمير المنشآت النووية الإيرانية إذا أخفقت الدبلوماسية وإذا طلب ذلك زعماء البلدين.
الواضح أن التصريحات والتحركات الدولية والاقليمية تتوالى بوتيرة سريعة هذه الايام بشان منع إيران من الوصول إلى القنبلة النووية وذلك بعد أن رفعت في الاشهر الاخيرة مستوى تخصيب اليورانيوم. واذا كانت كل هذه الحركة الدبلوملسية والاستعدادات العسكرية تهدف إلى رفع الضغط إلى اقصاه ضد إيران، مع ما رافق ذلك من هجمات عسكرية إسرائيلية جديدة على مواقع إيرانية في الساحل السوري، الاّ أن احتمال عمل عسكري واسع ما عاد مستبعدا لأن ” قرار منع إيران من الحصول على قنبلة نووية جدي ولا يمكن التراجع عنه مهما كانت النتائج وطهران تعرف ذلك جيدا ” وفق ما قال لموقع لعبة الأمم مسؤول أوروبي بارز.
ومن المقرر في هذا السياق إجراء محادثات ذات طبيعة عسكرية في واشنطن مع وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس، تتناول احتمالات الردع العسكرية وذلك بعد ان قدمت وزارة الدفاع الاميركية في اواخر الشهر الماضي لمستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان تقريرا يتضمن مجمل الخيارات العسكرية المتاحة لضمان عدم تمكن إيران من صنع سلاح نووي.
وقد تم تفسير انتهاء الجولة الأخيرة من المحادثات النووية في فيينا إلى التعليق والفشل ، بأنه محاولة من طهران لتسريع وتيرة التخصيب رغم أنها تكرر أنها ولاسباب كثيرة بينها عقائدية ودينية وإنسانية لا ترغب بتصنيع أي قنبلة .
يقول المسؤول الاميركي الرفيع الذي رفض الكشف عن هويته : «نحن في هذا المأزق لأن برنامج إيران النووي يتطور إلى نقطة يتجاوزها أي أساس منطقي معهود»، مضيفا : ” «عندما يقول الرئيس بايدن إن إيران لن تملك سلاحاً نووياً أبداً فهو يعني ما يقول».
من المهم التذكير أيضا بأن فرنسا رفعت هي الأخرى سقف التحذير لإيران وذلك في خلال جولة الرئيس الفرنسي في الأسبوع الماضي إلى كل من الإمارات والسعودية وقطر ، حيث قال الرئيس إيمانويل ماكرون في الرياض :” إن فرنسا ذكّرت بمواقفها الحازم كي لا تستطيع إيران تطوير أو الحصول على سلاح نووي “. يبدو واضحا اذا أن اتخاذ قرار بمنع إيران بالقوة من الحصول على قنبلة ليس أمرا عابرا، ولا شك أن طهران ستحاول عدم وضع نفسها في هكذا مأزق إلا إذا كانت تنوي فعلا قلب الطاولة والذهاب صوب القنبلة وذلك باتفاق ضمني مع إحدى الدول العالمية الكبرى . الواضح كذلك أن بركان العالم يغلي وان الخيارات معدومة فأما العودة إلى اتفاق سريع ( وهذا ما يجري العمل عليه بشكل حثيث خصوصا ما ذهاب المبعوث الاميكري قريبا روبرت مالي الى فيينا وما تضمنته أيضا المحادثات الهامة الإماراتية الإيرانية مؤخرا والمساعي العمانية والدولية ) أو القيام بعمل أو أعمال عسكرية اذا تبين أن إيران تمضي قدما في الوصول إلى السلاح الممنوع عليها والذي تملك إسرائيل المئات منه .
الخشية الوحيدة حاليا، هو أن تقدم إسرائيل على عمل مباشر داخل إيران موحية بأن محادثاتها في أميركا ضمنت لها الغطاء.
|