يسعى حزب الليكود إلى إغراء جهات في المعسكر المناوئ لزعيمه ورئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في محاولة لتشكيل حكومة، بعد ترسخ قناعة بأن نتائج الانتخابات النهائية لا تسمح بتشكيل حكومة يمين. وفي المعسكر المناوئ، الذي ليس لديه هو الآخر أغلبية لتشكيل حكومة، سيحاولون القيام بخطوات ضد نتنياهو، وفي مقدمتها تغيير رئيس الكنيست.
وسط هذه التخوفات، نقلت صحيفة "معاريف" اليوم، الجمعة، عن مصادر في الليكود قولها إنه تجري محاولات للاتصال مع حزب "كاحول لافان"، برئاسة بيني غانتس، وإقناعه بالانضمام إلى حكومة يشكلها الليكود. ويضم معسكر نتنياهو و"يمينا" 59 عضو كنيست.
وبحسب هذه المصادر، فإنه "ثمة احتمال أن تنتهي هذه القصة مرة أخرى بالتناوب" على رئاسة الحكومة. لكن لأن نتنياهو خرق اتفاقية التناوب مع غانتس على رئاسة الحكومة، أضافت المصادر الآن أنه "لا نرفض سيناريو لا يكون فيه نتنياهو الأول في التناوب". وإذا كانت هذه الأقوال صحيحة، فإن هدف نتنياهو هو منع خطوات في الكنيست ضده، وخاصة إمكانية سن قانون يمنعه، كمتهم بمخالفات جنائية، من تشكيل حكومة.
والقناعة التي ترسخت في الليكود بأنه لن يتمكن من تشكيل حكومة نابعة من أن انضمام حزب "يمينا"، برئاسة نفتالي بينيت، إلى معسكر نتنياهو، لن يحقق أغلبية في الكنيست داعمة لحكومة كهذه، خاصة وأن تحالف الصهيونية الدينية والفاشية رفض إمكانية دعم القائمة الموحدة، برئاسة منصور عباس، لحكومة يشكلها نتنياهو، حتى وان كان هذا الدعم من خارج الحكومة.
وحسب قياديين في الليكود تحدثوا إلى الصحيفة، فإن "غانتس حقق إنجازا مفاجئا"، بحصوله على 8 مقاعد في الكنيست، "وأفضليته هي أن لا أحد يقاطعه وأنه هو لا يقاطع أحد في كلا المعسكريين. وقاد حملته الانتخابية تحت شعار ’سأحرس نتنياهو من الداخل’، ومن شأن ذلك أن يسهل عليه الانضمام إلى معسكر نتنياهو". وكرر غانتس خلال حملته الانتخابية الحديث عن أن وجوده في الحكومة المنتهية ولايتها منع نتنياهو من تنفيذ أمور عديدة.
ويبدو أن سيناريو عودة غانتس إلى المشاركة في حكومة جديدة يشكلها نتنياهو مستبعد. ونفى حزب "كاحول لافان" هذه الإمكانية وشدد على "أننا ملتزمون تجاه معسكر التغيير. لن يكون هناك حوارا مع نتنياهو".
من الجهة الأخرى، ورغم أن المعسكر المناوئ لنتنياهو يضم 61 عضو كنيست، بضمنهم الموحدة، إلا أنه من الصعب أن يشكل حكومة، حتى لو انتقلت "يمينا" إلى هذا المعسكر. لكن محاولات تشكيل حكومة في هذا المعسكر لم تتوقف.
ونقلت صحيفة "هآرتس" اليوم، عن رئيس أحد الأحزاب في هذا المعسكر قوله إنه "لم ننجح بعد في وضع خطة تسمح بتشكيل حكومة تغيير"، لكنه أضاف أن "النتائج التي حققناها واضحة وتمنحنا فرصة لبديل. وسنفعل ذلك بالتأكيد".
والبديل الذي يتحدث عنه هذا المعسكري هو إمكانية استبدال رئيس الكنيست، ياريف ليفين، من حزب الليكود، بعضو كنيست من المعسكر المناوئ لنتنياهو، ويكون صداميا تجاه نتنياهو ويدفع خطوات ضد نتنياهو ويسهل على معسكر المعارضين سن قوانين ضده حتى لو كانت مؤقتة.
وفي هذه الأثناء، التقى رئيس حزب "ييش عتيد"، يائير لبيد، مع رئيسة حزب العمل، ميراف ميخائيلي، أمس. ويتوقع لقاء قريب بين لبيد ورئيس حزب "تيكفا حداشا"، غدعون ساعر. وحتى الآن لم تجر محاولات مقابل بينيت من أجل دفعه للانتقال إلى المعسكر المناوئ. ونقلت الصحيفة عن مصادر في هذا المعسكر قولها أن التوجه إلى بينيت سيتم في وقت لاحق فقط.
وقال رئيس حزب "يسرائيل بيتينو"، أفيغدور ليبرمان، أمس، إنه سيسعى إلى دفع مشروع قانون يمنع نتنياهو كمتهم بمخالفات جنائية من تشكيل حكومة. واعتبر في تغريدة "أنني ملزم بفعل أي شيء يمنع انتخابات أخرى. والمرحلة الأولى تمر عبر مشروع قانون يمنع عضو كنيست مع لائحة اتهام من أن يكون مرشحا لتشكيل حكومة".
|