منذ بداية التسعينات من القرن الماضي اقيمت جمعيات الري في الجولان لخدمة المزارعين هادفة وبشكل اساسي توفير المياة لري بساتين التفاح والكرز. وبالرغم من وجود مخصصات مياه لكل جمعية, عانينا وما زلنا نعاني من نقص حاد في كميات المياه المخصصة ومن ارتفاع الاسعار. واليوم وبعد جهود كبيرة ومتواصلة نحصل على ما يقارب 220 كوب للدونم. من جهة اخرى فان حاجة دونم التفاح حسب وزارة الزراعة في شمال الجولان مقدرة بـ 450 كوب للدونم!
بالاضافة لذلك وحتى بداية موسم 2016 كانت محطات توصيل المياه للجمعيات موجودة باماكن بعيدة عن اراضي الجمعيات وبضغط منخفض, مما اجبر الجمعيات على شراء اشتراك كهرباء ووضع مضخات لرفع المياه الى البساتين المرتفعة مما ادى الى ارتفاع سعر المياه للمزارع. هذا الوضع ادى الى انخفاض الجدوى الاقتصادية للزراعة وبالتالي ترك الارض.
ومنذ عام 2007 عملنا كرؤساء واعضاء جمعيات على التواصل مع الجهات المختصة والضغط عليها من اجل توفير مياه الري حسب الاحتياجات وباسعار عادلة. بعد العديد من الاجتماعات واللقاءات تم الاتفاق بين الجمعيات على العمل بشكل موحد مقابل سلطة المياه, وزارة الزراعة وشركة مكوروت. ففي عامي 2007-2008 تم اعداد مسودة خطة لتحسين مشاريع الري وتطويرها. ونتيجة لعشرات الرسائل واللقاءات مع الجهات المختصة وتقديم مسودة الخطة تم توقيع اتفاق مع سلطة المياه بتاريخ 7/6/2012 يلزمها بتوفير كمية 425 كوب للدونم سنويا. وهذه يعني بان المخصصات للمنطقة المتفق عليها هي 8.5 مليون كوب سنويا بالاضافة الى نصف مليون كوب تخصص لاراض قد تكون خارج المناطق المحددة وفق الخطة.
لتوفير كمية المياه المذكورة, تمت الاشارة بان يتم تحويل كل المياه المستغلة من بركة رام لصالح القرى الاربعة وهي مقدرة ب 6 مليون كوب سنويا. باقي الكمية وهي 3 مليون كوب سيتم الحصول عليهم من مصادر مختلفة (بانياس وابار ارتوازية).
وايضا تم الاتفاق بان تقوم شركة مكوروت باعداد المخططات الهندسية المطلوبه وتنفيذها ضمن ميزانية توفرها سلطة المياه تمكنها من اقامة خطوط مياه وشراء مضخات جديدة تفي بالمطلوب بحيث تصل المياة لارض كل جمعية.
بالرغم من الاتفاق لم تبدأ مكوروت بالتنفيذ الا قبل عامين وبعد ممارسة ضغوطات عديدة. فقد تم استكمال خط مياه الى منطقة سحيتا الذي زود المياه لكل من حماة المشيرفة, الحفاير, الحواكير, المصنع سحيتا, باب الزقاق, نمرة وبير الحديد. وايضا تم وضع مضخات بمنطقة رعبنة لتوفير الضغط المطلوب. وهذا يعني بان تكلفة ضخ المياه لهذه الجمعيات اصبحت على حساب شركة مكوروت.
اما المرحلة الثانية من المشروع والتي تنفذ الان تعمل على وضع خط مياه جديد من منطقة سحيتا عبر “الخواريط” لتزود كل من جمعية المصنع, الخواريط والمغاريق بالمياه وبضغط عال يصل لكل اراضي الجمعيات المذكورة. بالاضافة الى ذلك, يتم الان استكمال التخطيط لخط مياه لكل من جمعية سعار والقمر بالاضافة لخط مياه يزود كل من جعية “كانية”, رعبنة وتل الاحمر. انجاز كل هذه الخطوط يصبح ضخ المياه لمزارعي الجولان ضمن مسؤولية شركة مكوروت. ومن الجدير ذكره بان اقطار هذه الخطوط كبيرة كفاية لتمرير 9 مليون كوب في فترة الصيف.
وبناء على ذلك فقد قامت الجمعيات بالمطالبة بدعم مالي من وزارة الزراعة لتحسين شبكات المياه والطرقات. وبالفعل فقد حصلت كل جمعية على ميزانيات حيث وظفت بتجديد وتحسين الشبكات لتستوعب زيادة كميات المياه. وقسم اخر من الميزنيات وظف بتركيب كمبيوترات لادارة وتحسين عملية توزيع المياه على المزارعين. بالاضافة لكمية المياه من بركة رام فان شركة مكورت التزمت بتوفير 3 مليون كوب مياه سنويا. قسمنا منها ياتي من ابار التي اقامتها الشركة في المنطقة ولذلك قررت الشركة استئناف العمل ببئر “منطفة المشيرفة”. فطلبت شركة مكوروت من الجمعيات ان تطلب الارض المجاورة من صاحبها السيد نورالدين ايوب من اجل ان استئجار الارض من اجل استخدامها للمعدات.
ونود الاشارة أنَّ السيد نور الدين أيوب كان قد وافقَ على استخدام شركة “مكوروت” لقطعة الأرض التي يمتلكها بمحاذاة بئر المياه التابع للشركة في منطقة المشيرفة، استجابةً لطلبات الجمعيات الزراعية المتكرِّرة. إذ حضرَ ممثلون عن الجمعيات الزراعية إلى منزله عدة مرات، طالبين منه السماح للشركة باستخدام قطعة الأرض المذكورة، للقيام ببعض الأعمال في البئر لغاية زيادة كميات المياه المخصصة لأغراض الري في القرى الأربع، وبما يعود بالفائدة على المزارعين، ويفضي إلى تخفيض أسعار مياه الري من خلال ازالة تكلفة ضخ المياة التي كانت على حساب الجمعيات.
وقد استجاب السيد نور الدين أيوب مشكورا لمطالب الجمعيات الزراعية ومناشداتهم المتكررة، بعد أنْ أوضح له ممثلو الجمعيات أنَّ الهدف من أعمال الحفر يقتصر فقط على خدمة المصلحة العامة ومصلحة المزارعين وتخفيف الأعباء الواقعة عليهم، من خلال تنفيذ الشركة لمشروع تشييد شبكة ري حديثة، تابعة لها تصل حتى أراضي المزارعين، وتكون الشركة مسؤولة عن صيانتها ومن الجدير ذكره بأن البئر المذكورة تمت اقامتها بالسبعينيات من القرن الماضي وقبل اقامة جمعيات الري. وان عملية زيادة كميات مياه المستخرجة لري اراضي المزارعين قرى الجولان جاء تلبية لاحتياجاتهم لكميات مياه اضافية واحتياطي لسنوات شحيحة المطر وخاصة في اشهر الصيف المتأخرة (اواخر ايلول وتشرين اول) التي لايمكن ضخ مزيد من المياة من بركة رام ويبقى المزارعين مع كميات مياه لاتفي بالحد الادنى مما يؤدي لخسائر كبيرة.
ان توفير كميات كافية من المياه وباسعار مخفضة لمزاعينا له اكبر الاثر على تمسكنا بارضنا وثبوتنا بها. بهذا السياق نود ان ننوه الى ان جمعيات الري نجحت بالزام سلطة المياة ووزارة الزراعة بتوفير كميات المياه المطلوبة لمزارعي قرى الجولان وذلك من خلال خطة وبرنامج ينفذ ضمن فترة زمنية محددة.
وعليه، فان الاتفاق بين ممثلي الجمعيات وممثل شركة “مكوروت” مِن جهة، وبين السيد نور الدين أيوب مِن الجهة الأُخرى جاء ليضمن زيادة المخصصات وتقليل التكلفة حسب الخطة المتفق عليها.
لقد قامت شركة مكوروت باقتلاع أشجار الكرز البالغة من العمر سبع سنوات من أرض السيد ايوب من أجل استخدامها لهذا الغرض لفترة سنة واحدة ، وبما يخدم المصلحة العامة، وتعويضه جرّاء الخسائر المترتّبة على ذلك. مِن هنا، يهمّ الجمعيات الزراعية التوضيح أنَّ الحملة التي يتعرض لها السيد نور الدين أيوب وأفراد أسرته، منذ عدة أشهر، عارية عن الصحة، وان مشاريع المياه لا علاقة لها باي شكل من الاشكال بمشاريع اقامة مراوح للطاقة البديلة.
ونحن كجمعيات نشكر السيد ايوب لتعاونه معنا بشكل ايجابي من خلال السماح لشركة مكوروت باستعمال ارضة لتوفير كميات مياه اضافية مما يزيد من تمسكنا بارضينا وتحويلها لبقعة خضراء طيلة فصول السنة.
باحترام جمعيات الري في الجولان 18 ايار 2019
|