يعتقد بعض المتابعين بأن من أهم أسباب قبول إسرائيل باتفاق التهدئة مع غزة هو لتهيئة الأجواء لإقامة مسابقة الأغنية الأوروبية " يوروفيجن" ، فيما كانت حماس تهدد باستهداف تل أبيب، حيث تقام المسابقة التي انتظرتها إسرائيل طويلا.
تصاعد الصراع بين إسرائيل وفصائل فلسطينية مسلحة في قطاع غزة مرة أخرى بشكل خطير. وتطور التصعيد السبت والأحد عقب إطلاق عشرات الصواريخ من غزة ورد إسرائيل بقصف أهداف في غزة. وقُتل 23 فلسطينياً على الأقل وأربعة في الجانب الإسرائيلي. وكشفت مصادر فلسطينية ومصرية عن اتفاق لوقف اطلاق النار بين الطرفين.
وجاء هذا التصعيد الجديد قبل أيام قليلة من مسابقة الأغنية الأوروبية "يوروفيجن" التي ستقام في تل أبيب، والتي تبدأ في 14 مايو/ أيار. في ضوء ذلك هددت الفصائل الفلسطينية المسلحة بتوسيع الهجمات على المدينة الساحلية، التي لم تتأثر بالقصف.
وفيما كانت تتردد أصداء الصفارات والانفجارات على جانبي الحدود باتت تُثار العديد من التساؤلات، من قبيل: كيف سينعكس ذلك على الاستعدادات الجارية لإقامة المسابقة الفنية؟ وماذا عن سلامة الموسيقيين والجمهور الذي سيقصد إسرائيل لحضور "يوروفيجن"؟
وبعد وقف إطلاق النار مع الفصائل في قطاع غزة انتقد سياسيون في إسرائيل بشدة قرار وقف إطلاق النار، فيما اعتبر نتانياهو أن "المعركة لم تنته وتتطلب صبراً". وقال نتانياهو:"ضربنا حماس والجهاد الإسلامي بقوة كبيرة خلال اليومين الماضيين. ضربنا أكثر من 350 هدفاً، واستهدفنا قادة الإرهاب وعناصره ودمرنا أبراجهم".
فازت الإسرائيلية ناتا بارزيلاي بمسابقة يوروفيجن الغنائية، ليصل بذلك عدد مرات فوز إسرائيل بالمسابقة إلى أربع مرات. وشاهد المسابقة أكثر من 200 مليون شخص في أنحاء العالم. وبهذا فازت إسرائيل بحق تنظيم المسابقة العام القادم. (13.05.2018)
لكنه أشار أيضاً إلى أن "الهدف كان ولا يزال هو ضمان توفير الهدوء والأمان لسكان الجنوب". لكن هل كان هذا هو الهدوء المطلوب لإقامة مسابقة "يوروفيجن" التي تاقت إسرائيل لتنظيمها منذ عقود من الزمن؟
يبدو أن هذا الأمر بالتأكيد كان في هاجس الساسة الإسرائيليين في ظل مسار التصعيد هذه المرة بين إسرائيل والفلسطينيين، فقد أفادت صحيفة "دي فيلت" الألمانية أن الحكومة الإسرائيلية كانت مستعدة لدفع أي ثمن تقريباً من أجل وقف إطلاق النار بغية عدم تعكير صفو الأجواء التي ستقام فيها مسابقة الأغنية الأوروبية التي طال انتظارها منذ عقود في إسرائيل، ما قد دفع نتانياهو إلى القبول بالتهدئة، كما تقول صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية.
وتذهب الصحيفة الألمانية إلى أنه من الواضح أن المسلحين الفلسطينيين أرادوا استخدام الوقت الذي يسبق مسابقة الأغنية الأوروبية للضغط على إسرائيل. وفي هذا السياق نقلت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية عن مسؤول من حماس في قطاع غزة قوله "لا يمكن أن تُقام يوروفيجن في تل أبيب، إذا لم تكن هناك تسهيلات في غزة". وبحسب الصحيفة الإسرائيلية فقد أضاف المسؤول الذي طلب الكشف عن اسمه: "لا يمكن لكم أن تغنون وتفرحون بينما نحن نعاني".
وبحسب الصحيفة أراد المسلحون الفلسطينيون وضع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في مأزق. ويبدو أن الأخير تجنب شن عملية عسكرية ضخمة من شأنها أن تعرض استضافة المنافسة المرموقة للخطر.
|