بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى... يا أيتها النفس المطمئنة إرجعي إلى ربك راضيةً مرضية فادخلي في .عبادي وادخلي جنتي... صدق الله العظيم
بقلوبٍ مؤمنة ونفوس راضيةٍ ودعنا الام الفاضلة الطاهرةِ والزوجة المخلصة الوفية والاخت الصادقةِ الامينةِ، أم فخري محموده علي المقت، التي توفيت يوم الجمعة فجراً في ٢٢/٣/٢٠١٩ ابنة سورية جبل العرب قرية إمتان، وابنة الجولان السوري المحتل قرية مجدل شمس عن عمرِ الثمانينَ عامٍ، سليلةُ بيتٍ عامر بالإيمانِ و الوطنيةِ... غادرتنا وحملت معها هموم وعذابات وطنٍ وزمن من الحسرةِ واللوعة من الفراقِ والأسر والغربةِ، غادرتنا جسداً وبقيت في قلوبنا تنبض حباً وحياة على دربِ الكرامةِ والاِباء، وفي ذاكرتنا عزاً و مجداً و نبلاً و عطاء.
أهلنا الكرام في وطننا الغالي سورية الحبيبة أهلنا الاوفياء في جولاننا العربي السوري المحتل، عزتنا وعزوتنا، قدوتنا .وعنوان كرامتنا ووطنيتنا النبيلة.
اهلنا الأوفياء في فلسطين ولبنان والاردن ومصر وتونس والجزائر واليمن وكل .العالم العربي وفي المغتربات وخاصةً جاليتنا السورية المحترمةِ.
نتقدم اليكم عائلة وأقارب وأسرة المرحومةِ أم فخري محموده المقت، بجزيل الشكرِ والمحبةِ والإحترامِ والوفاء، على حُسنِ عزائكم وصدقِ مشاعركم النبيلةِ الفياضةِ بوفاةِ فقيدتنا الغاليةِ، ونسأل الله ان يُجزيكم خيراً ويوفيكم عنا عظيم الإحسان، لقد غمرتمونا بهذه الكلمات الحقيقيةِ الصادقةِ عن فقيدتنا الراحلة أم فخري محموده المقت، وبشهادتكم ستبقى في ذاكرة وطنٍ وأمةٍ وقضية، فهي الأم المناضلة، الصامدةٍ الصابرة، أم الأسرى، أم المناضلين، خنساء سوريا وفلسطين، رفيقةَ وأخت أمهات الأسرى والشهداء سنديانةُ الوطن والقضية.
أم فخري، على درب الآلام والقهرِ والإنتظار مشت طوال نصف قرنٍ من الزمن، فَحَفِظَت جغرافيا الوطن وكلِ مفارِقِه، وعرفت سر انتصارهِ لا لشئٍ أبدا وإنما لقيم النضالِ والعطاء ولتعانق الحرية على أبواب السجونِ والمعتقلات قبلَ أن تصل اشعة الشمس الى جدران المكان وابوابهِ المظلمةِ، فجسدت مع ابنائها الأسرى...وكل الأسرى ابنائها المُثل العليا وقيُّم الحق والخير وحب الوطن الصافي.
أهلنا الكرام ... بالشكر تدوم النعم من رب العالمين، وبالشكر والصدق والوفاء تتوحد جهود وطن وإرادة أمه وآصالة مجتمع لتسمو قيم الانسان قبل كل شيء.
نتقدم بالشكر والعرفان الى سيادة محافظ القنيطرة د.همام دبيات والى سيادة امين الفرع خالد أباظه والى سيادة محافظ السويداء وامين الفرع والجبهة الوطنية التقدمية.
والى أهلنا الكرام في جبل العرب الأشم وقرية امتان العامرة وعائلة وأقارب وأحبة المرحومة أم فخري محموده المقت، والى حضرات مشايخ العقل الافاضل. الشكر والتقدير لكل الفعاليات السياسية والاجتماعية في محافظات سورية الحبيبة في دمشق والقنيطرة واللاذقية وطرطوس وحلب والحسكه وحمص وحماه الذين عاشوا معنا لحظات حزننا على فراق الوالدة الغالية فلهم جميعاً الشكر والامتنان.
خالص شكرنا للدكتور فيصل مقداد نائب وزير الخارجية، وللدكتور بشار الجعفري سفير سوريا الشجاع الى العالم، ونائبه السيد منذر منذر ابن الجولان الشهم، وللإخت الغالية هدى جمال عبد الناصر، على مواساتنا فراق فقيدتنا الغالية.
في حضرةِ الغياب وهيبةِ وجلال الموت فإن التحيةِ والوفاء من الآف الأسرى الأبطال الفلسطينين والعرب وذويهم الى روح أم فخري هي وسام شرف فوق جبين المناضلين، مكلل بالمجد والغار على يديّ أمهات الصبر وعبق سنوات إنتظارهم.
لن يطويك الغياب من ذاكرتنا... فانت الفرح الدائم الذي تضوع من طهر ثوبك، وكوّن سر ابتسامتك الخجوله وفجّر عطاء لا حدود له.
كنتِ يا أمي... يا أمنا... وستظلين الأغلى والأجمل والأنقى والأبهى في حياتنا الخاصه، ومع اسرتنا الصغيره، الزوج الوفي المناضل أبو فخري سليمان المقت، وشقيقه ابن البيت البار المناضل الوطني سعيد المقت، ومع ابنائك فخري ونهال، بشر وصدقي، علي وفرج، ميمونه وميمون، ومع احفادك اينما كانوا، قربك وفي الأسر، في الغربة وخلف حدود الوطن، فأنتِ جوهرتنا الثمينه وفرحنا المستمر والسر الكامن لقوة صبركِ وسمو صمتك، وقداسة عطائكِ وتواضعكِ، والإيثار الرفيع في نفسيّتك واخلاقك النبيلة.
تحملت أوجاع الجسد المضنيةِ، وكل عذابات الدهر وقسوة الحياة الدنيا، فأدرتِ ظهرك للدنيا ومباهجها وتمسكتِ بحياة الشرف والتواضع والإيمان ومكارم الاخلاق. فإلى جنات النعيم يا أماه... وفردوسٌ أعلى مأواكِ بجوارِ رب العرش العظيم مع الأنبياء والشهداءِ والخيريين.
لروحكِ الطاهرة رحمة واسعة، ولذكراكِ يا أم فخري المجد ينحني.
عظّم الله اجركم وشكر سعيكم، ولا ارانا الله عليكم بمكروه إنا لله وإنا اليه راجعون
الجولان السوري المحتل مجدل شمس 22-3-2019
|