يأتي إعلان إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الخميس، بأنه حان الوقت لاعتبار الجولان السوري المحتل جزءا من إسرائيل بعد 52 عاما من احتلال الجولان في حرب 1967، وبعد نحو 46 عاما من رسالة للرئيس الأميركي الأسبق، جيرالد فورد، تحمل المضامين ذاتها.
تصل مساحة الجولان المحتل إلى 1800 كيلومتر مربع، ويضم 5 قرى سورية هي مجدل شمس وبقعاتا ومسعدة وعين قينية والغجر، يسكنها نحو 22 ألف سوري، وذلك بعد أن دمر الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 130 قرية في الجولان.
باشر الاحتلال الإسرائيلي الاستيطان في الجولان، حيث أقام مستوطنة "مروم غولان"، بعد فترة قصيرة من الاحتلال. ويصل عدد المستوطنات الإسرائيلية اليوم إلى 32 مستوطنة يعيش فيها نحو 18 ألف مستوطن، بينهم 8 آلاف مستوطن في "كتسرين".
خضع الجولان للحكم العسكري بعد الاحتلال، وفي العام 1981 فرض القانون الإسرائيلي، وذلك بعد قرار الضم. وفي حينه جوبه القرار بالرفض الدولي، وأعلن مجلس الأمن الدولي، في القرار 497 عام 1981، أن قرار الضم باطل ولاغ.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" في موقعها على الشبكة، فإنه حتى سنوات التسعينيات لم يجر رؤساء الحكومات الإسرائيلية أية اتصالات جدية بشأن الجولان. كما أن حكومتي ليفي أشكول وغولدا مئير أبقيتا الباب مفتوحا أمام الانسحاب، ولكن بشرط أن تكون هضبة الجولان منزوعة السلاح. وفي حينه رفضت سورية ذلك، وتوقفت الاتصالات.
وبعد الحرب عام 1973، بعث الرئيس الأميركي في حينه، جيرالد فورد، رسالة إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية، يتسحاك رابين، كتب فيها أن "الولايات المتحدة لم تبلور بعد موقفا نهائيا بشأن حدود إسرائيل، ولكنها عندما تفعل ذلك، فإنها ستعطي وزنا كبيرا لموقف إسرائيل بأن أي اتفاق سلام مع سورية يجب أن يشمل بقاء إسرائيل في هضبة الجولان".
وأشار التقرير إلى أنه بعد تسلم مناحيم بيغين رئاسة الحكومة، عام 1977، لم تغلق إسرائيل إمكانية الانسحاب من الجولان، حيث صرح بيغين أن "إسرائيل ستظل في الجولان، ولكنها ستكون على استعداد للانسحاب من الخط (الحدودي) الحالي في إطار اتفاق سلام".
وفي ولاية رابين الثانية في رئاسة الحكومة أجرى اتصالات بشأن الانسحاب الإسرائيلي من الجولان ضمن اتفاق سلام شامل مع سورية. كما أن رئيس الحكومة الأسبق من عام 1999 حتى 2001، إيهود باراك، ادعى أن رئيس الحكومة الحالي، بنيامين نتنياهو، أجرى اتصالات في ولايته الأولى (1996 – 1999) مع السوريين، من خلال مبعوثه رون لاودر، وكان على استعداد للانسحاب بشكل جزئي من الجولان، إلا أن نتنياهو ينفي ذلك.
اقرأ/ي أيضًا | غراهام: أجواء مشجعة في البيت الأبيض لضم الجولان
يشار إلى أن آخر رئيس حكومة إسرائيلية أجرى اتصالات مع السوريين بشأن الانسحاب من الجولان هو إيهود أولمرت، وذلك بوساطة تركية. وبعد أن تولى نتنياهو رئاسة الحكومة عام 2009، أعلن أن إسرائيل لن تنسحب من الجولان.
وفي جلسة الحكومة التي عقدت في الجولان عام 2016، قال نتنياهو إن الجولان سيبقى تحت سيطرة إسرائيل، وإنها لن تنسحب منه.
وفي السنوات بين 2010 حتى 2014 صادقت الكنيست على مشروعي قوانين يلزمان بإجراء استفتاء عام وغالبية مطلقة في الكنيست على أي قرار بشأن الانسحاب من أراض محتلة، مع التشديد على إخلاء المستوطنين من الجولان.
يشار في هذا السياق إلى أنه بحسب صحيفة "هآرتس"، فإن المستشار السابق للأمن القومي، عوزي أراد، ادعى أن نتنياهو عرض على سورية عام 2009 تبادل أراض يشمل انسحابا من أجزاء من الجولان.
كما تجدر الإشارة إلى أن مبعوث الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما إلى الشرق الأوسط، فريديريك هوف، قد نشر عام 2015 أنه اجتمع مع الرئيس السوري، بشار الأسد، قبل أربع سنوات (عام 2011)، وأن الأخير أبدى موافقة تامة على الانفصال عن إيران وحزب الله وحركة حماس وعن أي عمل ضد إسرائيل بشرط الانسحاب الإسرائيلي من الجولان.
وبحسب هوف، فإن نتنياهو لم يوافق على الفكرة، إلا أنه أدرك أنه يوجد إمكانية لفصل نظام الأسد عن طهران. وأضاف أن الحرب الأهلية السورية منعت استمرار الاتصالات بين الطرفين.
|