هبطت الليرة التركية، الجمعة، مواصلة تراجعها بفعل مخاوف بشأن تدهور محتمل في العلاقات مع واشنطن بسبب اتجاه أنقرة نحو شراء أنظمة الدفاع الصاروخي "إس-400" من روسيا.
وخسرت الليرة التركية نحو 30 بالمئة من قيمتها مقابل الدولار العام الماضي بفعل مخاوف مرتبطة بخلاف دبلوماسي مع الولايات المتحدة واستقلالية البنك المركزي في ظل الضغوط التي يمارسها عليه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لخفض تكلفة الإقراض بهدف دعم النمو.
وهدد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية تشارلز سامرز، الجمعة، تركيا بأنها قد تواجه "عواقب خطيرة" في حال اشترت، كما هو مقرر، المنظومة الروسية المضادة للصواريخ "إس-400".
وردا على سؤال خلال مؤتمر صحافي في البنتاغون بشأن عزم شراء هذه المنظومة الصاروخية، أجاب سامرز "في حال اشترت تركيا إس-400 ستكون هناك عواقب خطيرة على علاقاتنا بشكل عام وعلاقاتنا العسكرية" بشكل خاص. وتابع المتحدث أنه في هذه الحالة "لن يكون بإمكانهم الحصول على على مقاتلات إف-35 وصواريخ باتريوت".
ومن المقرر أن تبدأ تركيا، الصيف المقبل، استلام منظومة الصواريخ من نوع إس-400، ويعتبر هذا الملف من أكثر نقاط الخلاف خطورة بين البلدين.
وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أمس الجمعة، إنه سيتم البدء في تركيب المنظومة الدفاعية الجوية الروسية "إس 400" في أكتوبر المقبل.
وكانت واشنطن وافقت، في ديسمبر الماضي، على بيع منظومة باتريوت المضادة للصواريخ كدليل حسن نية لإقناع أنقرة بعدم شراء الصواريخ الروسية المنافسة. إلا أن أردوغان عاد وكرر القول، الأربعاء، أنه لا مجال للعودة عن صفقة السلاح الروسية.
وكان القائد الأعلى لقوات الحلف الأطلسي في أوروبا الجنرال الأميركي كورتيس سكاباروتي أعلن، الثلاثاء، أنه في حال اشترت تركيا بالفعل صواريخ إس-400 الروسية "عندها لا يمكننا أن نسمح لطائرات إف-35 بالتحليق بوجود منظومة روسية مضادة للصواريخ". وكانت واشنطن سلمت أول دفعة من طائرات إف-35 الأميركية إلى تركيا في الصيف الماضي. إلا أن هذه الطائرات ستبقى حاليا في الولايات المتحدة لتدريب الطيارين الأتراك عليها، وهي عملية قد تمتد لسنة أو سنتين حسب البنتاغون
|