top of page

ماذا نفعل مع هذا السوس؟

دراسة أسباب إصابة العديد من بساتين التفاح في الجولان هذا الموسم بحشرة دودة ثمار التفاح والخطوات التي تضمن حماية  المحاصيل في المواسم القادمة

apple-carpo.jfif

ملخص
أصيبت العديد من بساتين المزارعين في الجولان هذا الموسم بأضرار متفاوتة في المحصول نتيجة الإصابة بحشرة دودة ثمار التفاح carpocapsa pomonella، في الوقت الذي كان المنتوج بالمجمل خالياً من الاصابات في غالبية البساتين المُعالجة حتى بداية شهر آب 2021(1)، كذلك لم تُسجيل قراءات المصائد الفرمونية الموزعة على طول وعرض بساتين التفاح في المناطق المختلفة أي طفرة في أعداد الآفة (رسم 1) وذلك بالمقارنة مع تسجيلات قراءات مصائد طيران ذكور الحشرة في ذات المناطق الجغرافية في الموسم الماضي2020(رسم 2)، التي لم تُسجّل بها  إصابات في المحصول. وللوقوف على الأسباب  التي أدت الى هذه الإصابات بالمقارنة مع بساتين بدون إصابات، قمنا بدراسة الظاهرة عن كثب من خلال زيارة البساتين وقت القطاف الأول. ومن خلال مقارنة التقاطعات في جداول رش المزارعين/المقاولين لمبيدات الرش وجدنا علاقة بين قوة الاصابة بالحشرة  وكمية محلول الرش الواصل على الأشجار مع وجود حدث الندى. 
تأتي هذه الدراسة لتوضح أسباب التموج في سنوات الاصابة، ولتثبت أن الإصابة بالحشرة ليست قدراً يلازم زراعة التفاح في الجولان، وتحاول أن تضع اليد على الاخفاقات التي تعبر سهواً وتسمح للآفة العبث بالمحصول والمال والجهد والوقت الثمين.

Who Are We

 

مقدمة

حشرة دودة ثمار التفاح carpocapsa pomonella هي حشرة مقيمة في بساتين التفاح في الجولان، (دورة حياتها: فراشة، بيضة، دودة، عذراء...). طور الدودة هو المسبب للضرر حيث تضع الانثى بيوضها على الاوراق/الثمار لتبدأ الدودة بعد فقس البيضة بالدخول الى الثمرة باتجاه البذور في لب الثمرة، يمكن للدودة الواحدة أن تضر بأكثر من ثمرة واحدة، خاصة في الثمار المتلاصقة، وترتكز طريقة المكافحة على رش الأشجار بالمبيدات الكيميائية/البيولوجية في فترات زمنية اعتماداً على قراءات المصائد الفرمونية التي ترصد ديناميكية طيران الذكور. يمكن تقليص عدد مرات الرش الكيميائي باستخدام طريقة البلبلة الفرمونية.

طريقة الدراسة

قمنا في "جولان للارشاد والبحث الزراعي" بزيارة بساتين التفاح وقت القطاف الأول، للوقوف على حجم الإصابة العامة، فكانت  الزيارات عشوائية وانتقائية ، حيث فُحصت نسبة الاصابات حسب الأصول وأُخذت جداول الرش التي نفذها المزارعون والتي تشمل أنوع المبيدات المستعملة، تاريخ تنفيذ الرش وكمية المحلول الواصل للدونم. في بعض جداول الرش كان من السهل تحديد السبب المحتمل للاصابات (فترات متباعدة بين الرشات في الفترات الحرجة / استخدام مبيدات غير فعالة ضد الآفة والاعتماد عليها فترة مشابهه للمبيدات الفعالة). 

 من خلال مقارنة التقاطعات في جداول الرش، لاحظنا اصابات ضمن المجال المقبول في بعض البساتين التي رُشت مرة كل 7 أيام، كذلك وجدنا اصابات في بعض البساتين التي رُشت مرة كل 11-12 يوماً، بينما لم تكن اصابات في بعض البساتين حتى التي رُشت مرة كل 14 يوماً.

ومن الانطباعات التي سُجلت:

وجود عدد كبير من البساتين نظيفة خالية من الاصابة (صفر اصابة)، بينما بساتين أخرى تراوحت نسبة الإصابة  ضمن المجال السنوي المقبول(2)

وجود بساتين مع إصابات كبيرة والتي تخطت نسبة 20% أو أكثر

المزارع/مقاول الرش الذي اشتكى من الاصابة والذي ينفذ عملية الوقاية في أكثر من بستان واحد وفي أكثر من منطقة جغرافية واحدة، ُسجلت لديه الاصابات في كل البساتين التي يقوم برشها (بنسب مئوية متفاوتة وغير متشابهه) حتى لو تم الرش في ذات اليوم وذات المبيد وذات مصدر الماء

 

وجود بساتين كثيرة بدون اصابات يثبت أن الاصابة بالحشرة ليست قدراً محتوماً على زراعة التفاح هذا الموسم، ومع مرور الأيام وزيارة المزيد من البساتين المشتركة بالدراسة لاحظنا الرابط بين نسبة الاصابة وبين كمية محلول الرش الواصل للدونم الواحد. ففي الوقت الذي كانت الاصابة شبه معدومة في البساتين التي وصل الدونم  200 لتر فما فوق  من محلول الرش، تراوحت نسبة الاصابة في البساتين التي وصلها 180 لتر/دونم - الى نسبة إصابة ضمن المجال المقبول، في حين أن البساتين التي وصلها  150 لتر/دونم (وما حولها) -  كانت إصابتها بالآفة بنسبة عالية (3).

استنتاج ناقص بالمقارنة مع موسم2020

هذا الاستنتاج المرتبط بالعلاقة بين كمية محلول الرش ونسبة الاصابة بالثمار لم يكن مقنعاً تماماً وكافياً لفهم المشكلة،  خاصةً  وأن منتوج الموسم الماضي2020 والذي تضرر جزء منه نتيجة الحرارة العالية التي سادت في ذلك الصيف، اتسم بالمجمل بموسم خال من الاصابات بسوس الثمار، وقراءات المصائد الفرمونية الموزعة في بساتين التفاح لم تشر الى وجود طفرة في تكاثر الحشرة. وبالمقابل،  فإن موسم 2019 (قبل انشاء جولان للارشاد والبحث الزراعي) سجّل إصابات بدودة ثمار التفاح(4)، والمزارع/المقاول لم يُغير من سلوكياته في طريقة الرش وكمية المحلول الواصل للدونم... 

إذاً, لا بد من وجود عاملاً (مُتغيّراً) ثالثاً لعب دوراً سلبياً أدى الى حدوث الاصابة -  كان غائباً في الموسم الماضي.   

حدث الندى

شهدت بعض ليالي شهري تموز و آب من هذا الموسم تشكلاً للندى في مناطق زراعة التفاح في الجولان، معطيات محطة الحفاير للرصد الجوي (براد المرج/السلام) سجلت ساعات طويلة من الرطوبة الجوية التي غطّت المسطحات في تلك الفترة (رسم3)، وكان كثيفاً لدرجة البلل.

 الفرضية التي توصلنا اليها تشير الى وجود علاقة بين وجود الندى على المسطحات لفترة زمنية طويلة خلال الليل وبين الإصابة بدودة ثمار التفاح بالتقاطع مع كمية محلول الرش الواصل للدونم. أدى حدوث الندى الى تخيف تركيز المبيد الذي كان من المفترض أن يقي الثمار من الحشرة طيلة مدة الفعالية المخصصة له، وعلى ما يبدو فإن لكمية محلول الرش الواصل للدونم دور مهم لجهة الجرعة المتبقية لفاعلية المبيد بعد حدث الندى، فكلما كانت كمية المبيد على الاشجار اكبر، كلما بقي تركيز جرعة المبيد على الشجرة كافِ للفتك بالدودة وحماية الثمار، وكلما كانت كمية محلول الرش الواصلة على الشجرة أقل، كلما تلاشت فاعلية المبيد وتقلص تركيز الجرعة القاتلة القادرة على حماية  المحصول.

توصيات

مكافحة آفة دودة ثمار التفاح خاصةً وأمراض التفاح عامةً هو أحد مفاتيح المحافظة على استمرارية زراعة التفاح في بساتين قرى الجولان، وبالتالي المحافظة على استمرار الخدمات والمنشآت المرتبطة بهذه الزراعة من مخازن تبريد /معارب/معامل كرتون/خدمات لوجستية... ، وكلما زادت المشاكل التي يواجهها المزارع في الحصول على محصول نظيف ومربح من هذه الزراعة باهضة التكاليف، كلما تسارعت عملية التخلص من هذا المحصول واستبداله بمحصول الكرز الذي ازدادت مساحته في السنوات السابقة على حساب زراعة التفاح، خاصةً وإن الملكية الفردية للمزارع تتناقص باستمرار.

فيما يلي رؤيتنا المهنية لضمان مكافحة مضمونة لحشرة دودة ثمار التفاح على المدى القريب والبعيد:

الاعتماد الجماعي لطريقة البلبلة في مكافحة دودة ثمار التفاح، (برسم الجمعيات الزراعية والبرادات)، حيث أن طريقة البلبلة الفردية أثبتت قلة فاعليتها هذا الموسم. طريقة البلبلة (الجماعية) تُقلل على المدى البعيد من عدد الرشات السنوية لمكافحة الآفة 

ايصال محلول الرش بكميات كافية حتى سيلان المحلول عن الأشجار، والتأكد من تكوين الأشجار وقت التقليم بحيث يكون شكل الشجرة ملائماً لتغطية كافة فروعها بمحلول الرش .

 

استحداث محطات رصد جوي صغيرة لقياس رطوبة المسطحات في كافة المناطق الزراعية ، هذه المحطات قليلة التكلفة تكون بملكية الجمعيات الزراعية بحيث تساهم هذه المحطات في رصد تطور مرض الجرب وانذار المزارعين لإعادة الرش في حال كانت كمية الرطوبة (الندى، الامطار) كافية لابطال مفعول الرشة السابقة.

التخلص من البساتين المهملة في كل المناطق الزراعية، هذه البساتين هي بؤرة عدوى لمناطق واسعة.

(كل مزارع/جمعية زراعية​ له الحق في الشكوى - ووزارة الزراعة تتكفل بالأمر خلال فترة قصيرة)

دورات سريعة لتأهيل المزارع في تعيير مرشته الزراعية وصيانتها، كيفية الرش الصحيح وأهمية خلط المبيد خلال وقت تعبئة الماء، فبعض المزارعين لا ينتبهون لأهمية خلط المبيد للحصول على مزيج متجانس (برسم البرادات / الجمعيات الزراعية).

منير سماره وشحاذة نصرالله

pomonella2021.png

رسم1

رسم2

apple-carpo2.jpg
dew3.jpg

رسم 3 - رطوبة المسطحات مع ضياع معطيات النصف الاول من آب2021

شروحات:

(1) من خلال المشاهدات الميدانية الاسبوعية للمهندسين الزراعيين وكذلك نتائج تعريب التفاح المباع الى الاسواق مباشرة خلال بداية شهر آب  مقارنة بباقي المحصول  الذي تم قطفه من ذات البساتين في موسم القطاف بداية شهر ايلول 

(2) المجال المقبول للاصابة حتى 4% من المحصول

(3) نسبة الاصابة العالية هي فوق الـ 15 %

(4) الاصابات في موسم 2019 حسب شهادات مزارعين وكذلك نتائج تعريب التفاح في ذلك الموسم - لا تتوفر لدينا قراءات مصائد ديناميكية طيران الحشرة البالغة وكذلك لا تتوفر بيانات رطوبة المسطحات.

bottom of page